أخلاقيات سائق المركبة

المقدمة

 

تتألف العملية المرورية من أربعة عناصر، هي السائق , الطريق، المركبة، وشرطي المرور.

ولن تأتي بجـديـد حينما نقر أن السائق هو أهم هذه العناصر على الإطلاق ، ذلك أن العنصر البشري الذي يلتزم  بطاعة نظام المرور واحترامه، فاذا كان رجل المرور هو الجهة المطلقة بأعداد التخطيط المروري وتنفيذ النظام فأن مدى مراعاة قواعد التنفيذ وكفالة سير المرور بانتظام وإطراء يقع  على عاتق السـائق ، فيفترض في هذا احترام النظام المروري سراً وعلانية بحيـث يصبح  لديه التقيد بقواعد  المرور عادة سلوكية تلقائية مألوفة.

وليس أدل  على أهمية هذا العنصر من خلال تحليل الإحصاء المروري فقد بلغت الحوادث المسجلة لسنة 1990 في مراكز الشرطة ( 25310 حادث ، قتل فيها (٤٥١٨) وجرح ( 21858) إنسان بزيادة قدرها ۱٫۳ بالمائة عن سنة ١٩٨٩ وذكرت الإحصائية أيضا إن عدد حوادث  الاصطدام بلغت (۱۰۹۰۵) حادثا، وحوادث الانقلاب بلغت (۲۱۷۱) حادثا، وحوادث الدهس (۱۴۱۷۷) حادثا .

ومن جهة ثانية فأن , نسبة الحوادث الواقعة في مناطق تحوي إشارات المرور بلغت (33.2 ) بالمائة وبعدم وجود إشارات بلغت النسبة المسجلة  (٦٦١٨ ) بالمائة " ، وهذا يعنى  أمران :-

الأول ـ جدوى أشارات المرور وتأثيرها الحسن على انتظام النظام  

الثاني ـ وجود نسبة من  السائقين تحترم هذه الإشارات وتتقيد بها،

في ضوء هذا الإدراك ، يتضح لنا بما لا يدع مجالا للشك ، أن المهمة الآنية الملحة في هذا الشأن تتمثل في تكوين الرقابة الذاتية للسائق، أي  تنمية ضمير حي يجعل من أوجب الوجائب الالتزام بقواعد المرور كدستور أخلاقي

 

ولعل للسائق مصلحة شخصية في ابتداع هذا الدستور والتقيد به تيقداً تاماً:

  • فمن شأن الأخذ به احترام الذات، والحفاظ على الكرامة الشخصية
  • عدم المسائلة - بالحق أو بالباطل - من أي شرطي مرور، وعدم الوقوع تحت طائلة العقاب مهما ضأل او كبر

والحقيقة أن قانون المرور أخذ بالكثير من قواعد السلوك الحضاري والأخلاقي كواجب عدم رمي النفايات من المركبة ، لذلك فأن السـائق المحترم هو من يحترم  هذا القانون  كما يحترم قواعد المواطنة الحلقة : وهي قواعد تحث على الالتزام بقيم النخوة ، والتعاون ، والمروءة، والصدق ، والأمانة والنزاهة ، والإيمان بقيمة المواطن راجلا كان راكباً

 أن هذه الواجبات التي سيأتي بيانها بتفصيل مناسب بعد  قليل هي عبارة قواعد قانونية وقواعد اجتماعية وسلوك فردي مستقيم يثير الغبطة والإعجاب ويمكن للسائق  أن يعد ذلك دستوراً أخلاقيا يتقيد به في الطريق ويحرص على تنفيذه جهراً وخفية وان يقيس علية قواعد أخرى لم يذكرها  أو سيغرزها التطور الحضاري والاجتماعي القادم  ولعل قيمة أي شعب تقاس بمدى احترامه للقانون، وحبه للنظام، وحربه على الأمن، ودفاعه عن الحريات، وتقيده بالواجبات.

السائق مسؤول عن أرواح الناس

المركبة سلاح ذو حدين فهي وسيلة سعادة وباعثة للبهجة وتحول دون هدر الوقت إضافة إلى توفير الراحة، إلا أنها من جهة أخرى قد تكون أداة مسببة للموت سواء موت سائقها أو موت من تدهسه ، لذلك تتطلب حرص كبير ويقظه عظمى لمن يقوم بسياقتها وإذا كان السائق حريصا على روحه فان هذا الحرص يتعين أن يمتد إلى أرواح الآخرين ، وبعض الأخطاء التافهة قد تؤدي إلى نتائج غير تافهة والتزامات السائق في هذا الشأن متنوعة يمكن تقسيمها إلى واجبات قبل الحادث وإثناءه وبعده وفيما يلي بيان ذلك بتفصيل مناسب .

 

أولا: المسؤولية قبل الحادث

 

يفترض بالسائق أن يكون على قدر من المعلومات الكافية وان يبذل عناية الإنسان الحريص لكي يتلافى حوادث الطرق فإذا كانت بعض الحوادث سببها إهمال الغير فأن المطلوب من السائق ان يبذل جهداً للعناية بنفسه أثناء السياقة وللانتباه من أخطاء الغير وفيما يلي أهم الواجبات في مرحلة ما قبل الحادث

 

1   ـ واجب الوعي القانوني

 

من الضرورة ان يلتزم السائق بواجب معرفة تشريعات المرور من قانون، وأنظمة ، وتعليمات وبعبارة أخرى فأن واجب التثقيف القـانـوني بشأن المرور ووجوب معرفة قواعد المرور وإشاراته وعلاماته يعني حيازة السائق على ثقافة مرورية تفيده في الاستخدام السلبي

للطرق ومراعاة حقوق المستفيدين من استخدامها، ويترتب على ذلك حظر السياقة إلا بعد الحصول على الرحمة القانونية

أن تنمية هذا الواجب يتطلب تقنية  المجموعة الجنائية للمرور وذلك بجمعها في قانون واحد بدلا من تشتيتها بين قانون  المرور وقانون العقوبات الذي ينص على العقوبات التبعية والتكميلية (سحب رخصة السياقة ، مثلا)

 

2ـ واجب التأكد من سلامة المركبة قبل تحريكها

من الضرورة عدم تشغيل المركبة والسير فيها بالطريق الا بعد التأكد من اكتمال ضروريات الـسير السليم، كسلامة الإطارات والكابح ، والأضوية، الخ...

 

 ٣ ـ واجب عدم تسليم المركبة للغير:

أن حرص السائق أو المالك على شخصه وسمعته وابتعاده عن المشاكل يتطلب عدم تسليم المركبة الى أولاده غير المجازين أو قيامه بتسليم المركبة للمصلح أو للمنظف فيستخدمها هذا دون أن يخول بذلك ان المرونة أو الخجل أو التردد لا مكان لها في هذا الشأن

 

4ـ واجب عدم السياقة عند النعاس أو التعب:

هناك حالات يتعين على السائق ان يتوقف عن السياقة كحالات التعب والإرهاق، والنعاس ومن باب أولى فأن السياقة تكون خطرة تحت تأثير مسكره أو محذر، أو منوم

 

 ه ـ واجب التقيد بالسرعة المسموح بها قانونا:

أن واجب المواطنة الحقة للسائق يتمثل في عدم تسبب إضرار مادية للآخرين أو تسبب ضحايا بشرية (أذى، عاهة مستديمة ، وفاة) إن التطور الحضاري الهائل وازدياد الكثافة السكانية وضرورة السرعة في الحياة اليومية ليست كلها أو إي منها أعذار مبررة للسائق الذي يسبب

حادثا وإنما هذه عوامل تدفعه لليقظة التامة إثناء السياقة. إذن من الضرورة أن يلتزم السائق بواجب عدم السياقة بسرعة أو رعونة أو طیش أو إهمال إن السياقة بحذر تقي السائق من كثير من المشاكل التي هو في غنى عنها

 

6ـ واجب احترام السابلة

أ-  من الضرورة أن ينتبه السائق من حركة السابلة، فمعظمهم لا يلتزم بقواعد المرور من قبيل الاستهتار، أو المرض، و العمى أو النظر الحسيـر أو بتأثير السكر و المخدر، أو عدم التركيز بسبب مشكلة تسلب الراحة

ب-  من الضرورة أن يحتـرم السائق حق السابلة في استخدام الرصيف، والاعتداء على ذلك يسبب ايقاف الحركة أو حرفها عن الرصيف ويترتب على ذلك عدم استخدام الرصيف لوقوف المركبة أو انتظارها  او تصليحها أو غسلها، ففي مثل هذه الحالات يضطر الراجلون للنزول الى بحر الطريق، فتتعرض حياتهم للخطر

ج-  من الضرورة إتاحة المجال للعابرين من المشاة للعبور من الاماكن المخصصة لهم

 

7 ـ واجب المحافظة على اثات الطريق (علامات المرور)

فهذه من الأموال العامة للدولة والشعب والحفاظ عليها دليل على الوطنية الحقة

 

 ۸ـ واجب بذل يقطة مضاعفة في حالات الازدحام والارتباك:

من الضرورة أن يبذل السائق إنتباهاً مضاعفاً في الحالات التالية:-

أ- الازدحام والاختناقات

ب - الطرق المصممة بصورة خاطئة ، إذ أن مثل هذه الطرق تسهل وقوع بعض الحوادث المميتة

ج - مواقع العمل في الطريق (المجاري، الكهرباء، الماء، الهاتف , التبليط الخ)

 رؤية مركبة يسوقها صبي أو ولد  د-

هـ رؤية مركبة تسير بسرعة جنونية

و- إتاحة المجال لسيارات الإسعاف والنجدة

 

 ۹ـ واجب الاستخدام السليم للطريق والسياقة بصورة صحيحة

أن هذا الواجب هو الواجب الأم الذي تتنوع عنه بقية الواجبات ويمكن إعطاء أمثلة لهذا الواجب المتشعب والمنوع كما يلي

أ- واجب التقيد بالسرعة المحددة للطرق وخطوطها وألواحها اليمين، الوسط, اليسار

 ب - واجب عدم التتابع إذ أن سير مركبة خلف مركبة مباشرة سبب رئيسي للكثير من الحوادث

واجب عدم الانتقال بين الخطوط ألا عند خلو الطريق.ج

د-  واجب الخروج من الفروع بدقة وعناية تأمين

هـ . واجب الالتزام بحزام الأمان.

و- واجب الاستخدام الصحيح للطريق من حيث السرعة والوقوف والاستدارة والدخول للساحات والخروج منها ومراعاة مكان عبور السابلة واحترام علامات وإشارات المرور والمكتوبة والمرسومة والإرشادات الضوئية واتجاهات يد شرطي المرور.

ز- عدم الوقوف في الأمكنة التي لا يسمح الوقوف بها في خط ثاني أو الوقوف في منتصف الطريق الأخر الذي يعرقل مرور بقية المركبات .

 

ثانياً  -

مسؤولية السائق إثناء الحادث وبعده .

1-ضرورة الالتزام بواجب الاتصال بشرطة النجدة والإسعاف الفوري عند وقوع الحادث حسب الحالة

2- واجب معرفة قواعد التنفس الصناعي ومباشرته عند حدوث غيبوبة للمصاب .

3- واجب اخذ المصاب لأقرب مستشفى او مركز صحي لغرض المعالجة .

4- واجب السائق الذي تسببت مركبته في صدم مركبة واقفة لا يعرف مالكها أن يترك عنوانه على المركبة المتضررة كي تتم التسوية الودية بين الطرفين فمثل هذا الأسلوب دلالة على النضوج الحضاري والرقي والأخلاقي .

5- واجب استخلاص العبر من كل حادث لكي يلم السائق بالأسباب والعوامل المساعدة فيتداركها مستقبلاً وللحيلولة دون تكرارها فليس العيب في ارتكاب الخطأ وإنما العيب كل العيب في اقتراف الخطأ ذاته مرة أخرى .

 

السائق مسؤول عن أموال الناس

قد يسبب السائق ضرراً مادياً للغير جراء استخدامه المركبة لذلك يتعين قانونياً تعويض المتضرر تعويضاً فورياً وعادلاً  ومن قبيل مسؤولية السائق عن أموال الناس الواجبين التاليين .

1- واجب رد الأمانة لصاحبها :-

 فقد ينسى الراكب بضاعة أو  محفظة نقود أو أوراق رسمية مهمة في المركبة , فمن الواجب الأخلاقي للسائق ردها أليه وبالتالي تتحقق قيمة الشرف والنزاهة والأمانة

2-  واجب تقاضي مبلغ أجرة معقول كي يكون المال حلالاً

فبعض السائقين يستغل بعض الظروف أو الأماكن لكي يطالب بأجرة باهظة ويضطر الراكب للانصياع لرغبة السائق ولكنه في اعماقه يكون ناقماً على هذا الاستغلال والجشع .

3- واجب أعادة باقي الأجرة للراكب وعدم التعلل بفقدان  الفئات  الصغيرة من العملة .

 

. السائق مسؤول عن كرامة الناس .

ان احترام كرامة الناس من الواجبات الضرورية ويتفرع عن ذلك مايلي : -

1- واجب  معاملة الناس بالحسنى والكلمة الطيبة صدقة فليس السائق كإنسان محترم  الا معاملة الآخرين باحترام , فدمائه الخلق ومخالفة  الناس بخلق حسن هي دليل على رقي الفرد في سلم الأخلاق والسلوك الإنساني الرفيع . 

2-واجب اقامة العلاقات الانسانية الطيبة مع رجل المروروبهذا سرعان ما يدرك الاخير ان السائق انسان جدير بالاحترام ، اما التعامل الفظ من قبل بعض الافراد لشرطي المرور انطلاقا من شعورهم بعلو مراكزهم في الدولة او وجود من يحميهم في السلطة فهو تصرف منحرف يعاقب عليه القانون من جهة وسلوك يسبب رد فعل مليء بالمرارةفي ذات رجل المرور من جهة ثانية . كما يتعين على السائق الشريف والنزيه فلا يغري شرطي المرور بالرشوة او يجذب الى درك الانحراف بهذا السلوك الشائن المنافي لكرامة الطرفين الراشي والمرتشي .

         3 -واجب الاعتذار الصادق للاخرين عند ارتكاب خطأ ما .

          4- ضرورة احترام حريات الناس وكرامتهم .

           ان مركبة الاجرة يتم اسئجارها من قبل شرائح مختلفة من المجتمع ، كما تستأجر من قبل الجنسين ، ومن قبيل ذلك بعض الموظفات والشابات او              طالبات الجامعات الاتي يضطرن لاستئجار مركبة للوصول الى مقر العمل او السوق او الكلية او المعهد او العودةللمنزل . وبعض سائقي الاجرة 

            الذين يشوهون سمعة المهنةاو شرفها يقومون بمضليقة النساء عن طريق التطفل بالكلام او القاء نكات سمجة او النظر من المرآة الى ساق        

           الراكبة  او اطالة السير في طرق غير ضرورية او الطء في الحركة او طلب الزواج التدخل فيما لا يعنيه الى غير ذلك من صور المضايقة او

           المساس بكرامة الاخرين . ان مثل هذا السلوك مرفوض رفضا قاطعا وهو ان دل على شيء فهو يدل على سوء الادب ورداءة الاخلاق . ولا شك 

           ان السائق المهذب تشمئز نفسه من هذا النمط من السلوك ، فرقي الافراد وتحضرهم يعتمد على مدى احترامهم لحريات الاخرين والحرص على

           كرامتهم الشخصية .

               5- ضرورة نظافة السائق ، جسما وزيا ،  

*السائق مسؤول عن راحة الناس *

                 ان السائق مسؤول عن توفير الراحة للاخرين فلا يسبب اقلاقا او ضجيجا جراء سياقته للمركبة . وفيما يلي نماذج من الواجبات التي يؤدي                     عملها الى ضمان راحة الناس .

  1. واجب تهيئة مقاعد المركبة على شكل مريح ، فليس مقبولا ان تكون المقاعد مكسورة او تبرز منها النتوءات او الحديد .
  2. واجب السير الهاديء في الايام الممطرة او وجود طوفان مياه في الطريق ، فقد يتناثر رذاذ الماء على السابلة اثناء السير بسرعة فيسبب لهم ضررا او الما .
  3. واجب عدم التدخين او الاستماع للمذياع ، فمعظم الناس يتضايق من دخان السكائر وبعضهم يكره الضجيج الصادر عن المذياع او المسجل ومن هنا ضرورة المحافظة على راحة الناس .

وهناك حوادث تقع بسبب ابن السبيل او الراكب عندما يطلب الاخير فتح المسجل او الراديو فيرتبك السائق اثناء قيادته المركبة او قد يعبر الراجل بغتة ودون انتباه كاف وقد يكون هذا الراجل من الاطفال وطلاب المدارس اللذين لايعرفون قواعد المرور .

  1. واجب الامتناع عن استخدام المركبة في حالة المرض المعدي ( السل ، الزكام ، الانفلونزا ، السعال ) كيلا تنتقل العدوى الى الراكب .
  2. واجب عدم استخدام المنبه وخصوصا  المستشفيات والمدارس واماكن الراحة ، وعدم اللجوء وعدم اللجوء الى استخدامه الا للضرورة القصوى .
  3. ضرورة تلبية نداء الركاب ، وعدم رفض نقل اي انسان باية حجة واهية ، فالمزاجية مرفوضة في نطاق هذه الخدمة .

*مسؤولية السائق عن نظافة المدينة *

               ان مسؤولية السائق عن نظافة المدينة مسؤولية مضاعفة ، فهو مسؤول كمواطن ، ومسؤول كسائق مركبة تخلف النفايات ، وفي ضوء هذا                     الادراك فان واجبات السائق هي .

  1. واجب وضع النفايات في المكان المخصص لهذا الغرض ، والحيلولة دون رميها في الطريق او في مكان الوقوف المؤقت او الدائم ( المرآب ) .
  2. واجب غسل المركبة او تبديل الزيت في الاماكن المخصصة لهذا الغرض وعدم القيام في الطريق او على الرصيف او امام دار السكن او رمي الزيوت المستهلكة في المجاري .

ان المركبة المغسولة تترك اوساخ ودهون واطيان تسبب تقبيح وجه المدينة او تلويت الارض .

  1. واجب الانتباه عند استهلاك محرك المركبة لان المحرك القديم ينفث الدخان الاسود من العادم وهذا الدخان عبارة عن اول اوكسيد الكاربون وهو غاز سام واستنشاقه قد يسبب الاغماء  ، اضافة الى تلوث هواء المدينة  ، كما ان نضوح الزيت من المحرك او الخزان ( الكيس ) يشير الى وجود خلل فني يجب اصلاحه لانه يسبب تشويه منظر الطريق وهذه مسألة تدخل في نطاق نظافة المدينة .

           * خاتمة *

   لكل مهنة اخلاق ومهنة السياقة ليست مستثناة من هذا الطلب ولعل اعداد دستور اخلاقي للسائق كما تم بيانه قبل قليل يتطلب ترويجه والتوعية باهميته وضرورة القيام بتعميمه وتنفيذه .

ان معرفة نصوص تشريعات المرور بدقة واستيعاب قواعد المرور وعلاماته واشاراته مهمة تيسر للسائق عملية السيربانتظام واطراد وسلامة .

ان للسائق مصلحة فردية في ان يتبع قواعد المرور بدقة وامانة فهو سيتلافي في هذه الحالة الكثير من الحوادث والمشاكل ويصون كرامته وحريته وماله ، وبالتالي ينمو لديه ضمير اخلاقي يشكل مضمون الرقابة الذاتية ، فاطاعة القانون لاتنطلق من الخوف من العقوبة وانما هذه الطاعة هي مظهر للسلوك الحضاري والاخلاقي .

ان الامم الحية تبنى وفق محددات الشخصية القومية القائمة على ادراك الفرد بان شخصيته يعين ان تكون شخصية انسانية ، تضامنية ، تكافلية منغمسة بروح الجماعة مستوعبة لاهدافها وطموحاتها ، اضافة لكونخا شخصية ديمقراطية ، وبعكس ذلك فان السلوك الفردي للسائق او تصرفاته السلبية تجاه الاخرين وكانه مالك الطريق او الكائن الاوحد فيه ينجم عنه نتائج وخيمة  ، وان لم يدرك عاقبة سلوكه فان القانون يتكفل بترويضه .

وان السلوك المتحضر القائم على اسس اخلاقية يدفع عجلة التقدم الى الامام .

ان تكوين ضمير مهني للسائق ينبع من اخلاقيات العمل ومن القيم الاجتماعية يجعله يحترم القانون طواعية كما يحترم حقوق الاخرين وحرياتهم ، اضافة الى الاعتياد المألوف على مد يد العون لمن يحتاجها ، ومن ثم يغدو مثل هذا الانسان سعيدا مع نفسه ومع الاخرين .

                  

                   

 

 

الدكتور 

عبد القادر الشيخلي 

بغداد 1992